إنَّ أساس الدين والكرامة ألا يَخرُجَ إنسانٌ عن قاعدةِ الفضيلة الاجتماعية في حَلِّ مُشكلته إن تورط في مشكلة؛ فمن كان فقيراً لا يسرقُ بحجة أنه فقير، بل يَكِدُّ ويعمل ويصبر على ما يعانيه من ذلك؛ ومن كان مُحباً لا يستزلُّ المرأةَ فيسقطها بحجة أنه عاشق؛ ومن كان كصاحب المشكلة لا يظلم امرأته فيمقتُها بحجة أنه يعشق غيرها؛ وإنما الإنسان من أظهر في كل ذلك ونحو ذلك أثره الإنساني لا أثره الوحشي، واعتبر أموره الخاصة بقاعدة الجماعة لا بقاعدة الفرد. وإنما الدين في السمو على أهواء النفس؛ ولا يتسامى امرؤ على نفسه وعلى أهواء نفسه إلا بإنزالها على حكم القاعدة العامة، فمن هناك يتسامى، ومن هناك يبدو علوُّه فيما يبلغ إليه.
~الرافعي